الصفحات

وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ


عندما شرعت أسطر هذا المقال سيطرت علي حالة من الارتباك والخوف والتردد، القلب تتسارع خفقاته وحشةً ورهبة، والعبرات تكاد تخنقني خوفاً و وجلاً، والتردد ينتابني حياءً، فلا إله إلا الله والله أكبر وأعظم وأجلّ. كيف بي وأنا سأصف حجم مخلوق لم يخلق مثله في الوجود، مخلوق شرفه الخالق عن سائر مخلوقاته بوظيفة لم تتكرر في سائر العهود. مخلوق ليس له نظير ولا شبيه بين الشهود .. كيف بي وأنا سأقترب من الجبار جل علاه في سماه للحديث عن كرسيه الذي وسع السموات والأرض. مهمة كبيرة جليلة شريفة أتشرف بها ما حييت، والله أسأل أن يحرم وجه كاتبها وقارئها وناشرها عن النار.



وحتى لا نتيه بين المسافات والأحجام لنتفق (بيني وبينك) على وحدة قياس منها المبتدأ وإليها المنتهى .. ولنفترض أن مساحة مسجدكم 2500م مربع بينما مساحة المسجد الجامع في حارتكم 10,000م مربع أي يكبره بثلاثة أضعاف، بالمقابل مساحة مصلى العيد في مدينتكم 40,000م مربع أي يكبر المسجد الجامع بثلاثة أضعاف، ولكن هذا الكبير سيصبح صغيراً عند مقارنته بمساحة المسجد النبوي 302,500 م مربع حيث يكبر المسجد النبوي مصلى العيد بثمانية أضعاف، والمسجد النبوي يساوي 121 مسجداً كمسجدكم في الحي! أرأيت عظمة مساحة وحجم المسجد النبوي؟.